الصيام هو الركن الرابع للإسلام ويحتل شهر رمضان الفضيل مكانة خاصة في قلب وحياة أي مسلم، إذ يشكل فرصة لتطهير الجسم والروح بغية التقرب أكثر إلى الله، وذلك من خلال الصيام منذ شروق الشمس إلى غروبها. في هذا السياق، دائما ما يطرح السؤال حول إمكانية الصيام بالنسبة للمرأة الحامل، خاصة أنه لم يكن هناك أي جواب واضح على هذا السؤال. لنفهم أكثر !
من وجهة نظر دينية، لا يعتبر الحمل مانعا للصيام، غير أن النساء الحوامل أو المرضعات، تماما كالأشخاص المرضى، يعفون من الصيام في الحالات التي قد يشكل فيها ذلك خطرا عليهن أو على صغارهن.
من زاوية الدين دائما، تثير مسألة تعويض الأيام التي لم تصمها الحامل نقاشا آخر، إذ يؤكد البعض أن عليها صيام شهر آخر من السنة، بينما يقول آخرون إن عليها إطعام محتاج مقابل كل يوم لم تصمه.
أما من وجهة نظر الطب، فالصوم لا يشكل مانعا في أغلب الحالات، إلا عندما تكون فترة الصوم طويلة جدا، ما يشكل خطر تعرض الطفل للجفاف، أو إذا كانت المرأة تخضع لعلاج بالأدوية، فهنا يكون الصيام محظورا. وتبقى أفضل طريقة لاتخاذ القرار المناسب هي التحدث مع الطبيب المعالج.
هل توجد دراسات بخصوص الحمل والصيام؟
أنجزت الكثير من الدراسات لمحاولة تحديد الآثار الفعلية للصوم. لكن للأسف، مازال الجواب الواضح غائبا. تؤكد بعض الدراسات أن الصوم لا يشكل أي آثار جانبية على الجنين، بينما خلصت دراسات أخرى إلى أن صيام المرأة خلال حملها يجعل طفلها يعاني من مشاكل صحية عديدة خلال حياته.
فعلى سبيل المثال، تنفي بعض الدراسات وجود رابط بين الصيام والوزن عند الولادة، لكن أبحاثا أخرى تؤكد أن أطفال الأمهات الصائمات يولدون بوزن أقل من المتوسط.
ما هي التدابير التي يجب اتخاذها قبل الصيام؟
- الحديث إلى طبيبك النسائي الذي سيقيم وضعك الصحي ويقدر إن كان هناك خطر حدوث أي مضاعفات.
- ربما عليك أن تخضعي لمتابعة طبية أكثر من ذي قبل.
- يمكنك استشارة مختص في التغذية لتحديد احتياجاتك الغذائية.
- قومي بتدوين كل ما تأكلين وتشربين.
- تحدثي إلى مشغلك لإيجاد وسيلة لإعادة تنظيم ساعات عملك.
كيف تتغذين جيدا؟
- الوجبة الأولى هي وجبة الإفطار. تناولي الأطعمة الحلوة كالجوز والتمر لاستعادة حيويتك، اشربي الماء وعصير الفواكه أو المشروبات الساخنة لترطيب جسمك.
احرصي على ألا تكون هذه الوجبة الأولى غنية كثيرا.
- الوجبة الثانية هي التي تقابل العشاء وتؤخذ غالبا بعد ساعتين أو ثلاث من الإفطار. لا يجب أن تكون هذه الوجبة بدورها ثقيلة، لأن الأطعمة التي نستهلكها تخزن فقط ولا يتم استيعابها من قبل الجسم.
- الوجبة الثالثة هي السحور، وتقابل فطور الصباح. تعتبر هذه الأخيرة أهم وجبة، ويجب الحرص على عدم تجاهلها، إذ تمنحك المخزون الذي يوفر لك الطاقة الضرورية للتحمل خلال اليوم. يمكنك تناول أي شيء: السكريات الثقيلة، الحساء، مشتقات الحليب، إلخ. والأهم ألا تنسي شرب الكثير من الماء.
ما هي الأعراض التي يجب الانتباه إليها؟
- إذا كنت تشعرين بالدوار، بالوهن أو بتعب غير طبيعي، ارتاحي مدة 30 دقيقة. إذا استمرت الأعراض، اتصلي فورا بطبيبك.
- الإغماء
- الغثيان أو التقيؤ
- إذا شعرت بأن حركة جنينك ليست طبيعية، اتصلي فورا بطبيبك.
- إذا شعرت بالعطش الشديد، أو كان لون بولك قاتما أو رائحته قوية، فهذا يعني أن جسمك صار جافا.
- إذا شعرت بآلام شبيهة بالانقباضات، استشيري الطبيب فورا.
- فقدان الوزن
نصائح إضافية
- أعدي جدولا لأشغالك اليومية حتى لا تفوق هذه الأخيرة طاقتك، مع تخصيص بعض الوقت للراحة أو القيلولة.
- أنصتي إلى جسمك، ولا تحمليه أكثر من طاقته.
- تفادي المشي كثيرا أو حمل أشياء ثقيلة.
- احرصي على عدم الشعور بالحر، لتفادي خطر الجفاف.
- اطلبي النصح من النساء اللائي عشن نفس التجربة في محيطك.
- لا تأكلي كثيرا خلال وجبة الإفطار.
- اشربي الكثير من الماء.
- لا تترددي في الاتصال بطبيبك النسائي في حال الشك.
- تجنبي بذل مجهود ليس بالضروري.
- لا تترددي في طلب المساعدة من أقربائك.