سنة، اثنان، خمس سنوات… أو أكثر! ما هي الفترة المثالية بين حملين؟ رغم أن آراء الأطباء واضحة في الموضوع، إلا أن الكثير من الأزواج ما يزالون حائرين بخصوص الأمر. إذ يختار بعضهم الإنجاب بعد فترة قصيرة من الحمل الأول، بينما يفضل آخرون الانتظار لسنوات طويلة. إليكم أهم الإيجابيات والسلبيات قبل أن تقرروا.
طفلان بفارق سنة
قبل موانع الحمل، كان الحمل يحدث كلما شاءت الطبيعة ذلك. وفي 20% من الحالات، كان يأتي الطفل الثاني سنة بعد الأول. في عصرنا هذا، يختار بعض الأزواج الحمل المتقارب لتعزيز المودة بين الأخوة. فعندما يكون فارق السن صغيرا بين الأخوين، يكبران كتوأمين ويشاركان الكثير من الأمور (الأنشطة، الأصدقاء، الثياب…). لكن ذلك يتطلب من الوالدين المزيد من الوقت والاهتمام. وتختار بعض النساء وضع الطفل الثاني بسرعة تخوفا من الساعة البيولوجية. حتى لو كانت المرأة تبلغ 35 سنة فقط، فإن مخزون البويضات يبدأ في التراجع. لذا إذا حملت متأخرة، لا تنتظري مطولا لإنجاب طفلك الثاني.
الجانب السلبي: عندما تنجب الأم طفلين متتابعين، فإن جسمها لم يأخذ الوقت الكافي ليرتاح. في حالة استمرار الوزن الزائد بعد الحمل الأول والحمل ثاني مباشرة بعدها، يصير من الصعب فقدان ذلك الوزن لاحقا. وفي حالة عدم استرجاع مخزون الحديد الطبيعي، تشعر المرأة بالتعب المستمر كما يطرح خطر الإصابة بفقر الدم.
نصيحة:
إذا تعرضت لارتفاع ضغط الدم أو السكري خلال حملك الأول، فيفضل أن تنتظري استعادة وضعك الصحي السابق. نفس النصيحة للائي ولدن بعملية قيصرية.
ماذا عن الرضيع؟
أجريت دراسة حول الموضوع في الولايات المتحدة الأمريكية، وأظهرت أن الطفل الثاني الذي يلحق الأول بسرعة، يرتفع لديه خطر الولادة المبكرة. وبينت النتائج أن هذا الخطر يرتفع ثلاث مرات لدى الأطفال الذين ولدوا قبل انقضاء سنة عن الولادة الأولى.
بين 18 و23 شهرا
إذا اخترت أن تنتظري ما بين 18 و23 شهرا قبل أن تحملي ثانية، فأنت في الطريق الصحيح! إذ تعتبر هذه الفترة مثالية لتفادي الولادة المبكرة، الوزن الزائد وفقدان الجنين. بعد هذه الفترة، يستعيد جسمك قواه كما أنه ما يزال يستفيد من الحماية التي وفرها له الحمل الأول. الأمر الذي لا يمكن أن يحدث إذا تجاوزت الفترة 5 سنوات (59 شهرا بالضبط).
وأظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 11 مليون امرأة حامل، أن فترة ما بين 27 و32 شهرا تعتبر ممتازة لتقليص خطر التعرض لالتهاب المسالك البولية وللنزيف في الأشهر الثلاثة الأخيرة. ومن الناحية العملية، تصير ثياب وألعاب الطفل الأول ملكا للثاني. قد يحتاج الطفلان لبضع سنوات حتى تتطور العلاقة بينهما، لكن الأكبر يلعب دائما دور الموجه لأخيه أو أخته الصغرى. أمر يشعر الوالدين بالكثير من الرضا.
ماذا عن صحة الرضيع؟ هل يعد الفارق الكبير أفضل؟
يبدو أن العكس هو الصحيح. إذ أظهرت مجموعة من الدراسات أن الأطفال الذين يولدون بعد مرور 5 سنوات عن الولادة الأولى، يتعرضون بنسبة أكبر لتأخر النمو داخل الرحم. لكن يبقى لكل حالة إيجابياتها وسلبياتها. اختاروا الذي يناسبكم. فالأهم، هو أن تستقبلوا المولود الجديد في أفضل الظروف، مع تتبع جيد خلال فترة الحمل والكثير من السعادة!
إنجاب الطفل الثاني بعد 5 سنوات
يكون الفارق أحيانا كبيرا جدا، فيختار بعض الوالدين أن يؤجلوا الولادة الثانية إلى أن تمر 5 أو حتى 10 سنوات. يجعل هذا الاختيار الوالدين في وضع جيد! إذ يكون لديهما الوقت الكافي لممارسة حياتهما والقيام بمختلف الأنشطة كالرياضة. تأخر الحمل الثاني يعيد إليكم الحيوية والقوة! وبما أنكم تعلمتم مع الطفل الأول، تصيرون أقل توترا في تعاملكم مع الثاني. إضافة إلى أنكم تستمتعون بكل طفل وكأنه ابنكم الوحيد، كما أن الشجار بين الأخوة يكون نادرا عندما يكون فارق السن كبيرا.
ومن ناحية أخرى، يصير من الصعب على الوالدين الكبيرين في السن أن يعتنوا بطفل صغير. الاستيقاظ كل 3 أو 4 ساعات، حمل السرير والحقائب الخاصة بمستلزمات الرضيع، مشاكل نمو الأسنان… تعرقل هذه الأمور الراحة التي يتطلبها كبركم في السن. كما أنه بعد 5 سنوات بلا رضيع، يتغير نمط حياتكم فجأة بشكل كامل!