يعتبر تدليك الأطفال جزءا لا يتجزأ من تقاليد الحضارات الشرقية منذ قرون خلت. وقد تم تبني هذه الممارسات القديمة من طرف الحضارات الغربية مؤخرا. وفي الواقع، أصبح فن اللمس من المسلمات بعد أن كان يعتبر من المحرمات. هذا ويتفق عديد من المهنيين في مجال الصحة حول فكرة واحدة مفادها أن تدليك المواليد الجدد طريقة رائعة لتوثيق العلاقة بين الطفل وبين أبيه/أمه ولمساعدة الأطفال على النمو السليم.
تدليك الطفل: وسيلة اتصال رائعة
ينصح تدليك الطفل بهدف التواصل معه وتحسيسه بالأمان والاسترخاء وكذا تطوير مهاراته الحركية منذ الولادة. يسمح التدليك للطفل أن يسترخي لينعم بنوم أفضل. ويعمل أحيانا على تسكين آلام بطنه الخفيفة. والحق أن الإنجاب لا يخلو من العواقب. ففي بعض الأحيان، يكون سبب بكاء الرضيع راجع لرغبته في استعادة هذه الشرنقة الواقية لا غير. ولا عجب في هذا فقد كان مغلفا ومحميا في بطن أمه لفترة تمتد إلى تسعة أشهر.
وبما أن لغة الجسد تبقى وسيلة التواصل الوحيدة التي يفهمها الطفل، فإن ملامسته عن طريق التدليك تجعله يحس بالأمان والطمأنينة. وبفضل هذا يدخل الطفل في اتصال مع والدته أو والده.
فوائد التدليك:
يساعد التدليك على الاسترخاء ويقدم عناية حقيقية للطفل، ويحرر ويحفـز عضلاته. كما يعمل على تنشيط الدورة الدموية والدورة الليمفاوية، ويساعد على تخفيف بعض الآلام والعبور المعوي. ويعمل التدليك على إخراج الغازات من بطن الطفل وتخفيف المغص ويجعل نومه منتظما وعميقا لمدة أطول.
يعتبر التدليك وقت خاص يعيشه الوالدين مع طفلهما ويلعب دورا مهما في التواصل وإنشاء علاقات فعالة.
ويساهم المساج في نمو الطفل أيضا لأنه يعمل على تحضير جسمه للانتقال من وضعية الجنين إلى وضعية الجلوس ثم إلى الوقوف.
نصائح لتدليك طفلك بطريقة جيدة:
لكي تقومي بعمل مساج مريح لطفلك يجب اختيار غرفة دافئة تصل درجة حرارتها 26 درجة لكي لا يصاب بالبرد. ابدئي بتدليك جزء من جسد طفلك بمساعدة زيت اللوز المرطب. وقومي بهذا لبضع دقائق. سيتعود طفلك مع مرور الوقت وستروقه العناية الجيدة التي يحظى بها. وفي آخر المطاف وبشكل تصاعدي، ستتمكنين من القيام بتدليك متكامل لمدة ثلاثين دقيقة.